Jump to ratings and reviews
Rate this book

الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة

Rate this book
هذا الكتاب للمفكر عزمي بشارة هو جهد في تطوير نظرية في الطائفة والطائفية من جهة، ودراسة تاريخية سوسيولوجية لنشوء الطوائف. ويعتبر الكتاب المكون من خمسة عشر فصلًا (822 صفحة من القطع الكبير عدا الفهارس التي تصل إلى أكثر من 200 صفحة)، تقاطعًا معرفيًا مع مشروعٍ معرفيٍّ تراكمي يقوم به بشارة لدراسة تاريخ الظاهرة الدينية وعلاقتها بالعلمنة صدر منه جزءان بعنوان "الدين والعلمانية في سياقٍ تاريخيّ". ويتناول الكتاب عملية تحوّل الطائفية الاجتماعية إلى طائفية سياسية مستندًا إلى إطار نظري يشتبك فيه مع نظريات اجتماعية، وتحليل للتاريخ الاجتماعي، واستقراء نماذج من بلدان عربية مختلفة مع مقارنتها بنماذج غير عربية. ويتميز الكتاب بتطوير مفهوم للطائفية قائم على تعريفات جديدة لمفاهيم الطائفة والطائفية وإنتاج الطوائف المتخيلة بناء على بحث الظواهر، مناقشًا تطورها في التاريخ العربي الإسلامي، ومميزًا لها عن مفاهيم أخرى استخدمت لدراسة تطور الجماعات الدينية في السياق الغربيّ.

الطائفة بوصفها كيانًا متخيلًا

يتتبع بشارة في الفصل الأول نشوء الطائفية السياسية في السياق العربي مؤكدًا أن الطائفية ليست من إنتاج الطائفة بل العكس. فالطائفية هي التي تستدعي الطائفة من وعي الناس وتعيد إنتاجها ككيان متخيل في شروط تاريخية وسياسية حديثة، مؤكدًا أن فشل الدولة الوطنية وعجزها عن دمج الجماعات على أساس المواطنة، في محيط إقليمي يتسم بالصراع، أديا إلى استثمار الهوية الطائفية في الصراع على الدولة، ليتطور لاحقًا إلى صراع على تاريخ البلاد مشكلة "نحن" مقابل "هم".

ويتتبع الفصل الثاني التطوّر اللغوي والسوسيولوجي والتاريخيّ لمصطلح الطائفيّة الجديد تاريخيًا، ليميّز بينها وبين ظواهر تاريخية أخرى مثل المذهبية والفرقية ويدرس ما يتعلق بها من مفاهيم أخرى؛ مثل الهوية والانتماء والاختلاف والتعصب، متوصلًا عبر منهجية مقارنة إلى اعتبار الطائفية مصطلحًا حديثًا في حين أنّ الطائفة لفظ قديم بدلالات مختلفة عن دلالات المصطلح المحددة المعاصرة، مقارنًا بين تطور الظاهرة والمصطلح في سياق الفكر العربي الحديث من جهة وبروزها في السوسيولوجيا الغربية الحديثة من جهة ثانية، مؤكدًا أنَّ ما يميز الطائفة الدينية هو أنّها جماعة هوية تميز نفسها وتحدد الآخرين عبر الانتساب إلى العقيدة أو المذهب؛ إذ تعتبره محددًا اجتماعيًا وسياسيًا ذا أهمية، لتتحول في المجتمعات المتدينة، والمتعددة الديانات في الوقت ذاته، إلى كيان اجتماعي - سياسي له دور في المجال العمومي.

وينتقل بشارة في الفصل الثالث ليتتبع عملية المذهبة والتطييف التي أسست للصراع الشيعي السني الذي نعيش مظهرًا من مظاهره اليوم، بدايةً من تأسسه في القرنين الرابع والخامس الهجريين على مستوى الصراع المذهبي بين العلماء والفقهاء وكيفية تصديره إلى العامة بأشكال أخرى تنتج طوائف محلية في بغداد، مرورًا ببدايات عملية مذهبة العامة في زمن حكم المماليك للمشرق العربي ومذهبة الصفويين لإيران على الإثني عشرية في عصرهم، وأثر الحرب العثمانية - الصفوية بدءًا من القرن السادس عشر في عملية التطييف، مؤكدًا أنّ الصراع العثماني الصفوي قد سرّع بناء المؤسسة الفقهية العثمانية ومأسستها على أساس المذهبية الحنفية بقدر ما عمل "الشاهات" الصفويون الأوائل على تعزيز بناء مؤسسة فقهية شيعية إمامية، لتتطور المؤسستان الفقهيتان على نحوٍ يتكامل مع حاجات الجيش والقضاء وجهاز الإفتاء، ولتشرفا على جانب واسع من وظائف الضبط الاجتماعي والتكوين الأيديولوجي والتنشئة الاجتماعية. ويبين بشارة العلاقة بين عملية مذهبة الجمهور من أعلى والتمذهب ونشوء الطوائف الدينية.


الطائفة قديمًا والطائفية حديثًا

ويميز بشارة في الفصل الرابع الفرق بين الانتماء إلى الجماعة قديمًا والانتماء إليها في عصر الحداثة، فقد عنت العضوية في جماعة قديمًا أن يكون الفرد جزءًا من جماعة تنتج حياتها المادية وتدير نفسها في الحد الأدنى من علاقات التبادل مع الجماعات الأخرى، معبرةً عن حالة من التآلف والترابط بين جماعة المؤمنين الصغيرة التي تميزها طقوس وشعائر وأعياد ومواعيد خاصة بها. أما في العصر الحديث، فقد تفكّكت الجماعية الدينية بشكلها التقليدي، ليتراجع بذلك الرابط الديني وتتغلب عليه روابط أخرى أصبحت أكثر أهمية في حياة الفرد، مثل المهنة والمكانة الاجتماعية، والقومية والوطنية، والأيديولوجيا السياسية، أو غيرها. ليستنتج بشارة أن الرابطة بين أبناء الطائفة بمعناها الحديث هي علاقة معنوية تقوم على الانتماء بين أفراد لا يشكلون جماعة، بل جماعة متخيلة، وأن شرطها هو أفول الجماعات بمعناها القديم.

ويتتبع بشارة في الفصل الخامس الظروف التاريخية التي أدت إلى نشوء الفرق الإسلامية باعتبارها انقسامات عقيدية وليست كيانات اجتماعية، مشيرًا إلى أنه جرت في القرنين الثالث والرابع الهجريين عملية إسقاط الخلاف المذهبي والصراع السياسي على بدايات الإسلام، محوّلة الخلاف على الإمامة إلى خلاف عقيديّ متواصل ومتجسد في سردية تاريخية. فمسلمو هذين القرنين أيضًا (والنصف الثاني من القرن الثاني الهجري)، تذكروا التاريخ وكتبوه من زاوية نظر صراعاتهم، وبإسقاط رؤيتهم للعالم على بدايات الإسلام. فكتابة التاريخ من زاوية الحاضر لا تقتصر على عصرنا الراهن. وانتقل في الفصل السادس إلى توظيف الطائفية في العصر الحديث في جدلية عناصر الإصلاح والتحديث في العلاقة بين المركز والهامش والبنى التقليدية والتدخل الأجنبي وولوج العامة الفضاء العام، معالجًا تطوّرها في مناطق متعددة أبرزها جبل لبنان ودمشق في عام 1860.


الطائفة والدولة الحديثة

وينتقد بشارة في الفصل السابع نزوع عديد من الباحثين إلى استخدام العصبية الخلدونية في تفسير علاقة الطائفة بالدولة في العصر الحديث، مشددًا على ضرورة فهم أن الدولة الحديثة لا تقوم على عصبية لأنها تدعي تمثيل جميع أفراد المجتمع، موضحًا أن الدولة الحديثة هي التي تنشئ العصبية، وليست العصبية هي التي تؤسس الدولة. لينتقل في الفصل الثامن إلى التدقيق في الكيفية التي جرى بها توظيف الدولة للطائفية في دول معاصرة مثل إيران والسعودية وتقاطعها مع سياسات صناعة هويات وطنية محليّة، وهو الأمر الذي أدى أحيانًا إلى انقلاب هذا التوظيف ضد الدولة حينما استخدمت قوى المعارضة المتدينة والعلمانية ضد النخب الحاكمة كسبيل للصراع على المحاصصة في الدولة بعقلية الغنيمة والاغتنام، ليساهم التدخل الاستعماري لاحقًا في تكريس مقاربة الدولة العربية بوصفها دولة مؤلفة من طوائف أو قبائل أو جماعات هوية، مستغلةً سياسات الحكام المحليين لفرض دساتير طائفية كما جرى في العراق.

ويفند الفصل التاسع اعتبار الطائفية ظاهرة أصيلة في المجتمعات العربية وسوف تبقى دائمًا ملازمة لها، مؤكدًا أن السياسة لم تكن قائمة كمجال عمومي في عهود ما قبل الدولة الحديثة، حيث لم تول الزعامات أهمية لتسييس العامة، أو تطييف "طوائفها" سياسيًا، ولذلك لم تكن الطائفية السياسية ممكنة. وقد أشار بشارة إلى جهود النخب العلمانية العربية مبكرًا في مناهضة الطائفية من ناحية وفشلها في الاتفاق على معايير أخلاقية تضبط معايير التنافس على الحكم وهو الأمر الذي انتهى إلى استثارة عصبيّات طائفيّة من طرف الحكم والمعارضة. ويعالج الفصل العاشر العلاقة بين الطائفية والعلمانية، موضحًا أن علمنة منظومات المعرفة البشرية، أدت إلى انحسار الديانات "التقليدية" في حدودها، الذي اتخذ شكل توليد مذاهب فرعية في إطارِها، أو الانحسار في شكل الطائفيّة خاصة في المجتمعات التي لم تتبلور فيها الدولة - الأمة كيانًا قائمًا على أساس المواطنة، مستنتجًا أن الطائفيّة الحديثة والمستحدثة هي نتاج عملية علمنة "مشوهة".


الطائفية وثقافة المظلومية

ويستمر الكاتب في الفصل الحادي عشر في قراءة صيرورة الانتقال من الطائفة الدينية بما هي جماعة إلى الطائفة بوصفها جماعة متخيلة، ومن الطائفية الاجتماعية إلى الطائفية السياسية، مشددًا على مركزية بناء الذاكرة وكتابة التاريخ واستخدام السردية التاريخية في عملية بناءٍ واعٍ للهوية، في عملية تؤدي إلى توليد جماعة متخيلة تقمع الخيار الإيماني الفردي المتولّد وتنافس الانتماء إلى الجماعة الوطنيّة الأوسع لتصبح الطائفة في مرحلة متقدمة مركّبًا اجتماعيًا أيديولوجيًا فاعلًا في خصومة مع المواطنة، وضد الدولة الحديثة في الوقت ذاته، معالجًا وفق هذا النموذج التفسيريّ حالات عديدة من بينها حالة التشيع السياسي الحديث وحالة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). أما في الفصل الثاني عشر فيبين بشارة تحول الطائفيّة من شكل مشاركة العامة في المجال العمومي إلى عائق أمام هذه المشاركة، مجادلًا بأنَّ الأنظمة السياسية ذات الطابع التعددي لا تقوم على أساس الانتماء الديني، بل غالبًا على أساس إقليمي إداري، أو على أساس ثقافي إثني. ويعود ذلك، برأي بشارة، إلى أن هذه المؤسَّسات والبنى إنما قامت بفعل نكوص فكرة الاجتماع الديني واستبدالها بفكرة الكيان السياسي القائم على القوميّة أو على بناء الأمَّة بواسطة المواطنة.

ويناقش الكتاب في فصله الثالث عشر مصطلحات الأكثرية والأقلية في علاقتها بالمظلومية والتسامح، مبينًا أن أهم مميزات الطائفية هو نشر ثقافة المظلومية في كل الطوائف، بما فيها الطائفة التي تدار الدولة باسمها. ويؤكد بشارة أنّ جميع الطوائف في المجتمعات التي ابتليت بالطائفية تعتبر مظلومة، ولجميعها تاريخ من الظلم والقهر، ولجميعها ذاكرة قتل النساء والأطفال وهتك الأعراض، ولجميعها شهداء تعلق صورهم، ومناسبات تحيي فيها ذكراهم وذكرى المذابح التي وقعت في حقهم، فالجميع، برأي بشارة، مظلوم في أرض الطائفية، لأنّ الطوائف مظلومة بحكم تعريفها. ويعرّج الكاتب في الفصل نفسه على نشوء مفاهيم الأكثرية والأقلية الطائفية وعلاقتها بنشوء الدولة الوطنية، والخلط بينها وبين الأقلية والأكثرية الديمقراطية، إضافةً إلى مفهوم التسامح الذي قد يتعارض أحيانًا مع التعددية والمواطنة الديمقراطية.


في نقد الديمقراطية التوافقية

ويدرس الفصلان الأخيران نماذج معاصرة طغت المسألة الطائفية فيها على أنظمة الحكم وعلى عمليات كتابة الدستور. إذ يتناول الفصل الرابع عشر نموذجَي إيرلندا ولبنان لفهم تطوّر مفهوم الديمقراطية التوافقية ونقد ملاءمتها لحلّ الصراعات الطائفية، متعرضًا بالنقد والتحليل للنماذج المعاصرة التي تُقترح على مستوى النظام السياسي بمجمله من أجل تحقيق الاستقرار وتجنّب الصراع والحرب الأهلية، في حين قد تمهّد الطريق أحيانًا لاقتسام الدولة ممن يدعون تمثيلهم للطوائف. ويستنتج بشارة أن التوافقية، إذا لم تقم على أساس المواطنة المتساوية، لا تستحق صفة ديمقراطية، ولا يفترض أن تُسمّى "ديمقراطية توافقية". أما الفصل الخامس عشر فيدرس نموذج العراق بتوسع، رافضًا فكرةً انتشرت قبل احتلال العراق وبعده مفادها أنّ نظام البعث العراقي كان حُكم أقلية سنية لأغلبية شيعية، من خلال شرح طبيعة النظام العراقي ونخبه بوصفه نظام استبداد يقمع أي معارض له سواء أكان شيعيًا أم سنيًا، ومتطرقًا إلى عملية التشيّع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مرورًا بدور الحكم الملكي في بناء الدولة وصولًا إلى المرحلة الجمهورية.

يجد القارئ أيضًا في هذا الكتاب بحثًا شاملًا ومعمقًا في محاولة الإجابة عن أسئلة نظرية فكرية وأخرى تاريخية متعلقة بموضوع يهم الباحثين والقراء العاديين، إضافةً إلى خلفية نظرية مفيدة لمواجهة أزمة الطائفية في العالم العربي وإسقاطاتها الأخلاقية، كما يبحث في دور العوامل الداخلية والخارجية ودور التنافس بين النخب السياسية في صياغة الهوية الطائفية مدللًا على ذلك بنماذج تاريخية ومعاصرة.

موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: http://www.dohainstitute.org

927 pages

Published January 1, 2018

Loading interface...
Loading interface...

About the author

عزمي بشارة

55 books848 followers

عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا. مفكر وباحث عربي معروف، نشر الدكتور عزمي بشارة مئات الأوراق والدراسات والبحوث في دوريات علمية بلغات مختلفة في الفكر السياسي والنظرية الاجتماعية والفلسفة، ومن أبرز مؤلفاته: المجتمع المدني: دراسة نقدية (1996)؛ في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي (2007)؛ الدين والعلمانية في سياق تاريخي (جزآن في ثلاثة مجلدات 2011-2013)؛ في الثورة والقابلية للثورة (2012)؛ الجيش والسياسة: إشكاليات نظرية ونماذج عربية (2017)؛ مقالة في الحرية (2016)؛ الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة (2017)؛ في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟ (2018)؛ تنظيم الدولة المكنى ’داعش‘: إطار عام ومساهمة نقدية في فهم الظاهرة (2018)؛ في الإجابة عن سؤال ما الشعبوية؟ (2019)؛ والانتقال الديمقراطي وإشكالياته: دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة (2020)، ومنها كتبٌ أصبحت مرجعيةً في مجالها.

كما أنجز بشارة عملًا تأريخيًا تحليليًا وتوثيقيًا للثورات العربية التي اندلعت في عام 2011، ونشره في ثلاثة كتب هي: الثورة التونسية المجيدة (2011)؛ سورية درب الآلام نحو الحرية: محاولة في التاريخ الراهن (2013)؛ ثورة مصر (في مجلدين 2014). تناولت هذه المؤلفات أسباب الثورة ومراحلها في تلك البلدان، وتعد مادةً مرجعيةً ضمن ما يُعرف بالتاريخ الراهن، لما احتوته من توثيق وسرد للتفاصيل اليومية لهذه الثورات مع بعدٍ تحليلي يربط السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل ثورة في ما بينها.


Azmi Bishara is the General Director of the Arab Center for Research and Policy Studies (ACRPS). He is also the Chair of the Board of Trustees of the Doha Institute for Graduate Studies. A prominent Arab writer and scholar, Bishara has published numerous books and academic papers in political thought, social theory, and philosophy, in addition to several literary works, including: Civil Society: A Critical Study (1996); On the Arab Question: An Introduction to an Arab Democratic Statement (2007); Religion and Secularism in Historical Context (3 volumes 2011-2013); On Revolution and Susceptibility to Revolution (2012); The Army and Political Power in the Arab Context: Theoretical Problems (2017); Essay on Freedom (2016); Sect, Sectarianism, and Imagined Sects (2017); What is Salafism? (2018); The Islamic State of Iraq and the Levant (Daesh): A General Framework and Critical Contribution to Understanding the Phenomenon (2018); What is Populism? (2019) and Democratic Transition and its Problems: Theoretical Lessons from Arab Experiences (2020). Some of these works have become key references within their respective field.

As part of a wider project chronicling, documenting, and analyzing the Arab revolutions of 2011, Bishara has also published three key volumes: The Glorious Tunisian Revolution (2011); Syria's Via Dolorosa to Freedom: An Attempt at Contemporary History (2013) and The Great Egyptian Revolution (in two volumes) (2014). Each book deals with the revolution’s background, path, and different stages. In their narration and detail of the revolutions’ daily events, these volumes constitute a key reference in what is known as contemporary history along with an analytical component that interlinks the social, economic and political contexts of each revolution.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (40%)
4 stars
6 (40%)
3 stars
1 (6%)
2 stars
1 (6%)
1 star
1 (6%)
Displaying 1 - 4 of 4 reviews
Profile Image for إيمان الحبيشي.
Author 1 book123 followers
April 18, 2018
يناقش الكاتب الحالة الطائفية في المنطقة العربية، الطائفية السياسية لا الطائفة بوصفها شكل من اشكال التنظيم الاجتماعي كما يعرفها الكاتب ويقر بوجودها بشكل طبيعي في المجتمع.

يعتبر الكاتب ان الطائفية السياسية ليست حالة قديمة في المجتمع العربي اذ كان المجتمع العربي يقسم عشائريا وجهويا دون الالتفات لطائفته وهو ما تبدل نتيجة العديد من التغيرات التي يسهب الكاتب في توصيفها والمرور بها على اعتبار ان الطائفية السياسية ظاهرة جديدة، طارحا تساؤله العام: هل الطائفية اذا مؤامرة خارجية أم أمرا من صلب المجتمع العربي؟ ثم يذهب الى انها أمر بين أمرين خصوصا حين يخوض في الدور الاستعماري لدعم الاقليات وقومنتها مناقشا ما أسماه ب"الطائفة المتخيلة" من حيث الانتماء لها لكن بطرح فكرة ملفتة جدا هي ان الطائفية حالة تستدعيها الانظمة من اجل تثبيت سلطتها منتقدا استدعاء بعض المفكرين للعصبية الخلدونية واسقاطها على الحالة العربية معتبرا ان العصبية الخلدونية قائمة على العصبية القبلية لا الانتماء المذهبي وان العصبية تؤدي للسلطة بينما السلطة هنا تستدعي العصبية وبالتالي فهو اسقاط لا يتناسب وواقع الدولة الحديثة.

النص يحتوي على كثير من الافكار الملفتة والتي قد يجدها القارئ سليمة البنية في تحليلها خصوصا ما بدأ به النص من استنتاجات غاية في الأهمية من قبيل:
""فإذا لم تمثّل السلطة المواطنين جميعًا، ولم تطرح مشروعًا للأمة بوصفها مجتمع المواطنين وإذا لم تطمح المعارضة إلى تمثيل الأمة كلها، ولم تطرح لها مشروعًا، وإذا تلخّصت مصادر الشرعية والدعم لكليهما بقطاعات اجتماعية متمايزة عموديًا، أي تُعدّ انتماءات تبنى عليها سياسات الهوية؛ فإن المطروح ليس التعدّدية بل تنازع الجماعات""
وكذلك:
""حينما ينتج النظام الحاكم عصبية في خدمته، أو يحيي عصبية قديمة ويضفي عليها معانيَ ووظائف جديدة، فإنها تستدعي على الفور عصبيات أخرى ضدها"""

الا ان النص احيانا وعند استرساله في طرح الامثلة التبس قليلا ولم يتجه نحو تحليل دقيق وشامل ضمن اطار الفكرة المطروحة وذلك مثلا حين ذكر خطاب المعارضات العربية حين تتحدث عن "حكم الاقلية-المظلومية الطائفية" معتبرا ذلك توظيفا لها حين تكون ضعيفة في تعبئة الجماهير "اين اذا دور استدعاء العصبيات الاخرى من نظام انتج او اعاد احياء عصبيته ليسود؟!" .. غير ملتفت ربما لانصراف الناس طوعا واصطفافهم ضد الدولة التي تمارس ما ذُكر في الاقتباسين الاوليين باقتناع تام نتيجة معاناتها من التهميش والحرمان مقابل امتياز لجماعة محددة بغض النظر عن هوية تلك الجماعة دينية كانت او قومية او اثنية وبالتالي فالخطاب الصادر عن المعارضة ليس خطاب فرد او جهة تريد ان تمارس تعبئة فحسب بل خطاب مؤمن بذلك الاستهداف والتهميش وتلك المظلومية
"احد الهوامش وهو اقتباس لحسن العلوي اشارة للفتة مهمة كان من الممكن توظيفها في المتن: "التمييز الطائفي وليس الانتماء الطائفي هو الذي يجعل المرء طائفيا، التمييز الطائفي تملكه السلطة اي ان النظام الحاكم هو الطائفي حقيقة اما التعبيرات الطائفية فنجدها عند المظلومين انها تعبيرات المظلومين عن واقعهم"

وذلك مع اتفاقي الشديد بأن الحكم في الدول العربية كما وصفه الكاتب "ليس حكم أقلية" الا ان هذه الاقلية تمارس تهميشا يقسم المجتمع لقلة متميزة واكثرية مهمشة ولو فتشنا فسيكون ذلك التقسيم مرتبط بالولاء للنظام لكنه متقاطع مع الانتماء "وهو ايضا ما اشار اليه الكاتب" وقد يستغني الحكم في حالات الشدة عن اعضائه الموالين له والمختلفين معه بحسب الهوية في سبيل تدعيم بقائه وذلك باظهار نفسه الحريص على الهوية "بتطهيرها" ممن لا ينتمي لها ولذلك شواهد في بعض الدول العربية مما سيعزز الخطاب المعارض "حول الاكثرية والمظلومية" وربما يجدر بالمعارضات العربية الالتفات الي توجيه مهم للكاتب في قوله "الاكثرية الطائفية ليست هي الاكثرية السياسية في النظام الديمقراطي واذا حكم ممثلوا الاغلبية الطائفية او القومية او اغلبية اثنية ثابتة بصفتهم ممثلين لهذه الاغلبية الديمغرافية ينشأ نظام اثنوقراطي"" اذ يجب ان تحمل المعارضة مشروعا انسانيا وطنيا هدفه تحقيق العدالة لا رفع الحيف عنها فحسب وهو يقودنا ايضا لفكرة لفت لها النص ووضعتها في الاقتباس الاول وهو ما قد يهدئ من روع الاكثرية فيما لو امتلكت جميع الاحزاب والقوميات والانتماءات في هذا البلد في زمن ما مساحة الحرية ذاتها في التعبير عن مشاريعها بعيدا عن تخوين كل طرف للآخر خصوصا ذلك التخوين الذين غالبا ما يقوده الطرف الحاكم الذي يمتلك وسائل الاعلام واجهزة الدولة والجيش والاقتصاد والسجون كذلك.

ناقش الكاتب في البداية الحالة الطائفية في الدول العربية معطيا بعض الامثلة من الواقع السوري منذ حافظ الاسد مرورا بلبنان والعراق ملفتا لفكرة مهمة جدا وهو "عدم اعتبار التحالف مع الاجنبي سابقا "امر غير وطني" في اشارة للانتماء العابر للمجتمعات ذلك انه لم يكن هناك هذا النوع من التقسيم بينما صار التحالف مع قوى خارجية امرا غير وطنيا وخيانة مع تبلور الدولة بشكلها الحالي" وكذلك عند حديثه عن الخطأ في اعتبار الطائفة جماعة واحدة في الدولة .. ثم تطرق للدور الاستعماري في دعم الاقليات وتعزيز الانقسامات وتشجيع الانفصال لا الوحدة في الدول العربية مما انتج ارباكا في تسلسل الافكار داخل النص فلو تحدث عن:
أولا: الواقع العربي من منطلق الانقسام والطائفية وهو ما ذهب اليه في منتصف الموضوع بين طائفية الوطن العربي في حديثه عن الانتماء العشائري لا المذهبي سابقا
ثانيا: دور الاستعمار في تعزيزه الانقسام ودعمه للاقليات
ثالثا: الواقع العربي الانقسامي منذ الاستعمار لليوم وكل ما تبناه حول استدعاء الطائفية من قبل الانظمة من اجل ان تسود مع الامثلة المذكورة في لبنان والعراق وايران وسوريا

اتصور ان ذلك كان سيعطي تسلسل جميل جدا للنص.. وقد يجيب عن تساؤل يداخل القارئ اثناء اطلاعه على النص:
هل الطائفية مشروع استعماري؟ او واقع دعمه المستعمر وعززته حكومات تريد ان تسود؟ وبالتالي سبيل الخروج منه خارطة طريق بسيطة جدا لمناهضة الطائفية عبر البحث في الذاكرة عن نماذج العيش المشترك وهي بداية لعمل يحتاج جهد حقيقي من مختلف الاطراف وفي تصوري طرف الدولة يحمل المسؤولية الاكبر في ذلك .. المصيبة اننا نفتقد لدولة جامعة للمواطنين في عموم الوطن العربي الا ما ندر "ربما تكون مسقط نموذجا" الا ان النص وكأنه استدرك هذا الحل بذكره لواقع مجتمعات الهجرة التي تعتبر الاكثر قدرة على "الاندماج" طوعا وكرها او "اضعاف الانتماءات بتعزيز مبدأ المواطنة" حين تستدعي أحيانا هوياتها الثقافية لمواجهة تحديات معينة وهو ما قد يوحي بصعوبة الحل لكن ضرورته ايضا.

يناقش الكاتب تفاصيل الحالة السورية مرورا بجبل لبنان ومذابح دمشق والعراق ما قبل صدام ومابعده ليؤكد كيف استغلت كثير من القيادات الانتماءات الطائفية لتثبيت سلطتها بينما شمل ظلمها كل الطوائف كما والاها افراد من كل الطوائف رافضا الفكرة العامة التي ثبتها الغرب من وجهة نظره وهي ان العالم العربي عبارة عن امتداد طائفي مذهبي يتم التعامل معه لليوم على هذا الاساس وهو واقع أسسه بالنسبة للكاتب مجموعة خبراء ومستشرقين كان من الاسهل لهم ليدرسوا المجتمعات العربية وينقلوا تفاصيل اخبارها بأن يقسموها طائفيا وقوميا واثنيا. وفي ذلك يقول الكاتب: (الغرب الامريكي والاوروبي فرض التعامل مع التعددية الطائفية كأنها نوع التعددية السياسية الملائمة للمجتمعات العربية بدل التعددية السياسية الديمقراطية)

كما يمر الكاتب في قوميات واثنيات وطوائف المجتمع العربي معتبرا ان الشيعة يوما ما لم تكن اقلية في بلاد الشام "واتصور ان ذلك خلاف المتعارف عليه عموما" ويؤكد على مواقف وطنية في مصر وسوريا والعراق كانت تلك المواقف عبارة عن الرد القاصم على تغليب الاقليات من قبل الاستعمار مقدما العلمانية بروحيتها كالحل السحري للمشكلة الطائفية في المجتمع العربي

النتيجة التي يصل لها الكاتب واظنها في غاية الدقة: ((لم تخلق الطائفية من لا شئ انها ليست مؤامرة فحسب فلها حوامل طائفية اجتماعية تاريخية تسمح الطائفية الممأسسة والمنفلتة من عقالها بتخيلها من جديد واعادة انتاجها في الحاضر))

لا أنسى ان الكتاب يحمل أيضا مجموعة من الاتهامات السياسية في اطار سرد تاريخي للاحداث لا بد من مناقشتها، لكن الافكار المستخلصة افكار قيمة.
Profile Image for Younes Mowafak.
192 reviews2 followers
April 3, 2020
المقدمة جيدة جداً، وقسم العراق هو المفضل لديه.
Profile Image for Basel.
25 reviews7 followers
October 24, 2018
لست من هواة المراجعات المطولة و المفصلة؛ فهي مفسدة للقارئ و علقة للكتاب.،لذا سأختصر قدر الإمكان، وهذا ما يضعني أمام مشكلة الحديث باختصار عن كتاب فكري عابر للاختصاصات، يتألف من ثمانمائة صفحة.
فلنبدا بالكتاب كمنتج: الكتاب كفهرسة و تقسيم، طباعة و ببليوغرافيا أخرج بشكل احترافي على أعلى مستوى، و هذا ما عودنا عليه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومن الممكن أن أزيد أن حتى كفاءة التوزيع حول العالم كانت لافتة، و أقول هذا من كوني تتبعت و انتظرت إصدار هذا العمل.
محتوى الكتاب: عند قراءة العنوان قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين الدين و الخلافات الفقهية، و نشوء الطائفية من حضن الأديان و تطورها وصولاً لسيطرتها على الوضع السياسي في المشرق العربي و على خطاب سياسيه و إعلامييه. لكن المؤلف يبدع (و هنا إبداع إيجابي برأيي) منحا آخر تماماً، يقارب فيه نشوء الطائفية كنتيجة للدولة و عملية العلمنة المشوهة، مقدماً كما أرى نموذج نظري قيم لفهم و تفسير الكثير من الصراعات ذات اللبوس الديني/الطائفي (و يقر الكاتب بوجود بعض الصراعات الدينية أو ذات المنشأ الطائفي) عبر التاريخ، و الحاضر لا سيما المترآي أمامنا في المشرق، حيث يدرك المؤلف الهوة النظرية العربية في دراسة هذه الظاهرة التي تشغلنا، ويقول بهذا عاملاً على سد ما يمكن سده.
يكتب عزمي بشارة بصيغة تأريخ فكري لص��رورة الطائفية، مسلحاً إياك بدراسة اللفظة/الألفاظ المصطلح منها و المفهوم، وما هو شائع ترجمته خطأ، ثم يقودك عبر رحلة فكرية تنتهي بدراسة نظرية لنموذج إيرلندا، لبنان و العراق بشكل أكثر توسعا، ولا يخلو الأمر من أمثلة متفرقة من هنا وهناك من مختلف القارات و الأديان. يشد متن العمل بقسم احصائي (هو عمل المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات).
سواء اتفقت مع المؤلف أو اختلفت لا بد من تقدير هذا العمل، لا سيما التنظير لنشوء الطائفية من حيث يعتقد الكثير أنه "الدواء"
Displaying 1 - 4 of 4 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.