Jump to ratings and reviews
Rate this book

نشأة الدين : النظريات التطورية والمؤلهة

Rate this book
نبذة الناشر:
اتجه العلماء– من مختلف الدوائر العلمية وتحت تأثيرات متعددة – إلى الإجابة عن تساؤلات مثيرة، وهي:
-كيف نشأ الدين في الأغوار السحيقة من تاريخ البشر؟
- وعلى أي صورة لاح المقدس الغيبي في طفولة الفكر الإنساني؟
- ومتى عانى الإنسان القديم هذه التجربة الروحية العجيبة؟
وذلك في محاولة لتحديد الدين الأول في نقائه وروعته؛ فظهرت نظريات ومذاهب منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى الآن –تحاول تحديد تلك الصورة. والفكرتان الرئيستان المسيطرتان على تلك النظريات الدينية، هما فكرة التطور وفكرة التوحيد أو الوحي الأول. وهذا الكتاب محاولة لتأريخ تلك النظريات وعرضها عرضًا منسقًا مترابطًا؛ مما جعل الكتابَ وحدةً فريدةً في هذا المجال.

240 pages

First published January 1, 2009

Loading interface...
Loading interface...

About the author

علي سامي النشار

16 books135 followers
علي سامي النشار. * ولد في ( 19 يناير عام 1917م) بمدينة القاهرة ثم انتقلت الأسرة إلى موطنها بدمياط. * حصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة دمياط الابتدائية. * حصل على شهادة الثانوية العامة ) البكالوريا ( من مدرسة القبة الثانوية في ( يونية 1935م ). * صدرت أول مؤلفاته عام ( 1935م ) كتاب «’الألحان الصامتة » وهو مجموعة قصصية، وقد نفدت في خلال عام، وكان قد طبع منها 1000 نسخة. * التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة في عام ( 1935م ). * اشترك في مظاهرات الطلبة عام ( 1936م )، وتعاون في نقل زميله الشهيد (عبد الحكيم الجراحي ) إلى مستشفى قصر العيني، وقد ذكر ذلك زعيم حزب العمل الأستاذ إبراهيم شكري في تصريح له بجريدة الأخبار عام ( 1976م )، وقد كان سيادته وزيرًا للزراعة آنذاك. * تتلمذ في كلية الآداب على كبار أساتذة الفلسفة والمستشرقين من أمثال ( لالاند وكورايه ) ولكن أحبهم إلى نفسه والذي توطدت الصلة به كان المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق الذي كتب في تصديره لكتاب « صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام »: «’علي سامي النشار تلميذي وصديقي وأقرب الناس إليَّ ». * تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة عام ( 1939م ) وكان أول دفعته. * حصل على درجة الماجستير عام ( 1942م ) تحت إشراف الشيخ مصطفى عبد الرازق وكان موضوع رسالتـه: «’مناهج البحث عند مفكري الإسلام ونقد المسلمين للمنطق الأرسططاليسي »، وقد نبه هذا الكتاب الباحثين ­ مستشرقين وعربًا ­ إلى وجود منظور إسلامي مستقل عن منطق أرسطو وذلك في علم أصول الفقه. وبالرغم مما كتب في هذا الموضوع من بعده واستفادة الباحثين العرب من رسالته، فإن الكتاب ­ بعد أكثر من أربعين عامًا ­ لم يستنفد أغراضه. * عُـيِّـن مدرسًا مساعدًا بكلية الآداب جامعة الإسكندرية عام ( 1943م ). * أوفدته الجامعة في بعثة علمية إلى جامعة « كمبردج » عام ( 1948م ) حيث حصل بعد ثلاث سنوات على درجة الدكتوراه في الفلسفة تحت إشراف المستشرق البريطاني « أربري » وكان موضوع رسالته: « أبو الحسن الششتري: المتصوف الأندلسي »، وقد نشر ديوان شعره. * عُـيِّـن بعد عودته من البعثة مديرًا لمعهد الدراسات الإسلامية في مدريد عام ( 1952م ) حيث عمل على إحياء التراث الأندلسي وأصدر مجلة للمعهد. * عُـيِّـن مستشارًا لمجلس قيادة الثورة عام ( 1953م ). * عاد إلى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام ( 1954م ) حيث عكف على التدريس والتأليف وأصدر أهم كتبه « نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام » الذي حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام ( 1962م )، وقد صدرت منه ( 8 ) طبعات آخرها في سبتمبر ( 1980م ). * انتدب أستاذًا بكليـة الآداب والعلوم بجامعة العراق في الفترة من ( 1955م ) إلى ( 1959م )، ويعد معظم أساتذة الفلسفة الحاليين بجامعات العراق من تلاميذه، وظلوا على علاقة وطيدة به حتى وفاته. * عاد إلى جامعة الإسكندرية عام ( 1959م ) حيث أشرف على عدد كبير من الرسائل ، ويعد كثير من أساتذة الفلسفة الإسلامية بالجامعات المصرية والعربية من تلاميذه. * حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ( 1964م ). * أعير للتدريس بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان في العام الجامعي ) 1966­ 1967م ( ثم عاد بعدها إلى مقر عمله الرئيسي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية حتى عام ( 1971م ). * قضى في أستراليا الفترة بين عامي ( 1971م، 1973م ) مستشارًا ثقافيًّا. * عُـيِّـن أستاذًا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة محمد الخامس بالمغرب عام ( 1973م ) وظل يعمل بها حتى وفاته في أول سبتمبر ( 1980م )، وقد لقي تقديرًا من الأوساط العلمية والرسمية بالمغرب، ونوهت الصحف والمجلات المغربية بمكانته عقب وفاته.0
المصدر
http://old.dar-alsalam.com/ar/Persons...

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
15 (25%)
4 stars
9 (15%)
3 stars
21 (36%)
2 stars
6 (10%)
1 star
7 (12%)
Displaying 1 - 13 of 13 reviews
Profile Image for Araz Goran.
834 reviews4,402 followers
February 25, 2016
من الكتب المميزة التي قرأتها في الفترة الماضية، قد تُفهم بداية الكتاب بصورة مغايرة لما يريد أن ينقله الكاتب من صورة نشأة الأديان والعقيدة، ثم يكشف الأقنعة عن الحقيقة بصورة عملية دقيقة محترمة تبين جهد الكاتب في تلخيص دراسات العلماء ومقارنتها ونقدها بمنهج فلسفي علمي رائع نهج فيه كل الحيادية والموضوعية..
Profile Image for . ...
154 reviews446 followers
October 9, 2012
نشأة الدين: النظريات التطورية والمؤلهة
علي سامي النشار
دار السلام ، مصر
ط:1، 2009م
الصفحات: 238 من القطع المتوسط

نشأة الدين: النظريات التطورية والمؤلهة
علي سامي النشار


مهد المؤلف بتمهيد مهم ذكر فيه مشكلة علم الاجتماع الديني في تحديد منهجها للانطلاق في دراسة الجماعات الإنسانية، أيكون الدين نتيجة اتفاقية اجتماعية، أم هو ارتباط اجتماعي وفق بين الجماعة، أي ناشئ أم متبوع؟ بناءً عليه هل الدين مسألة اجتماعية، أم هو مسألة انسانية من صميم النفس الإنسانية؟ ( ظاهرة اجتماعية أم ظاهرة إنسانية ) ؟
وذكر بعض المسائل حول المنهج، وتعريف الدين

الباب الأول: النظريات التطورية
( المذهب الحيوي ) و ( المذهب الطبيعي ) ثم ( المذهب التوتمي )
أما المذهب الحيوي فينسب إلى تايلور وسبنسر، اللذان رأيا أن منطلق الأديان هو في عبادة الأرواح، أو النفوس. ثم وجه نقداً لهذا المذهب من رؤى آخرين، ومن اجتهاده أيضاً، وقد أثبت العلم أن عبادة النفوس لم تكن عبادة بدائية، ولم يكن البدائي يعتقد بساطة النفس الإنسانية بل يعتقد أنها مركبة.
المذهب الطبيعي فلم يكن كالمذهب الحيوي في امتداده العمودي إلى أول التاريخ، بل كان أفقياً مقارناً بين الأديان مستخلصاً الرموز والطقوس والأساطير التي تجلي له المشتركات التي ترد البشرية في تاريخها الديني إلى عبادة أولى هي الأصل، وإن ما دونها صور لهذا الأصل .
وأيضاً قدم النقد لهذا المذهب، من قبل دوركايم على وجه الخصوص.
أما المذهب التوتمي، فأنصح بقراءته لأنه ممتع جداً وفيه أمور عجيبة، ومسميات لرموز وطقوس حولها، والتنظيم الاجتماعي للقبيلة مع القبائل الأخرى في اتحادات تنظيمية عادلة ( في عرفهم على الأقل )
وكل هذه المذاهب تأخذ بنظرية التطور من المنطلق حتى الأشكال المتطورة من تطور هذه الأديان، والأفكار.
الباب الثاني : النظريات المؤلهة
وليست نظريات إيمانية كما يخيل لنا من أول مرة، بل هي النظريات التي تمركزت حول ( إله السماء ) في الديانات، ثم التشريك الذي حصل، وأصل هذه الرؤية ( إله السماء ) وواحديته، واتخذت الأبحاث فيه طرقاً متشعبة.
وإن كانت بعض تلك الأبحاث تتداخل مع النظريات التطورية في أجزاء يسيرة.


أخيراً يصلح للتدريس الأكاديمي بامتياز
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
737 reviews903 followers
October 13, 2017
يجمع الكتاب النظريات التي تحاول تفسير "نشأة الدين" في المجتمعات البشرية. والكتابُ مدخلٌ مهم ‏ووافٍ في بابه. عرضه بيّنٌ واضح، ولم يخلُ من تكرارٍ وسوءٍ في الترتيب في بعض المواضع والأبواب.
ولعلي أسجّل هنا اعتراضي على إخراج الكتاب في قطع صغير مستطيل، وخط كبير نسبيًا. وقد كان عرضه ‏في طباعةٍ عادية أجمل وأسلس في القراءة والعرض. ‏

حافظ الكاتب على حياديته في جلّ الكتاب، لاكتفائه بعرض النظرية والنقد الذي وُجّه لها، دون التدخّل ‏المباشر منه في التأييد أو الرفض. ‏
وكما هو متوقع فقد كان لآراء "دوركايم" حظّها الوافر في الشرح والعرض.‏
وقد قدّر الله أن تتبع قراءتي هذا الكتاب قراءتي حديثًا كتابَ (التطوّر البيولوجي للعقل والسلوك ‏الدينيين)، بل ترافقت مع قراءتي لنسخته الإنجليزية. والذي ذهب الباحثون المشاركون فيه إلى ما هو ‏أبعد من نشأة الدين، وأعمق في النفس البشرية. ألا وهو محاولة فهم نشأة "النزوع التدّيني" للإنسان. ‏وهذا الجانب هو ما فات كتاب "النشّار" عرضه وبحثه، ولكنّه علمٌ لم يكن أيامه -فيما أظنّ- قد نضج أو ‏ترسّخ. ‏
Profile Image for Fahed Al Kerdi.
159 reviews40 followers
January 1, 2018
عند قرائتي لعبارة "نشأة" في العنوان، اتجهت هواجسي نحو الظن بأن مادة الكتاب تاريخية، ولكن سرد الكتاب بدد تلك النظرة مباشرة.
يناول هذا الكتاب بحثاً أكاديمياً يستعرض فيه الباحث وجهات النظر الفلسفية عن نظرية الدين وأصل وجودها، وإذا لم تكن متخصصاً في الإنثروبولوجي أو الأنطولوجي أو علم النفس أو عم الاجتماع فلن يكون هذا الكتاب مهماً بالنسبة لك، وقد تراه مادة سيئة ومملة أيضاً.
من عيوب هذا الكتاب:
1- أن شخ��ية الباحث تغيب تماماً عن جميع الفصول حتى في المقدمة، نجد الباحث هنا يلعب دور السارد الذي يختصر مهمته في نقل ما قاله الآخرين حول النظريات، حتى تقسيم الكتاب لا يعبر أبداً عن إضافة حقيقية للكاتب
2- غياب المراجع والمصادر والاكتفاء بذكر أسماء الفلاسفة وعناوين بعض أعمالهم والنقد الموجه لأفكارهم، وهذا بحد ذاته ينأى بالكتاب عن صيغة البحث العلمي
3- اللغة التي كتب فيها هذا الكتاب ليس مبسطة أبداً ولا يمكن قرائتها من قبل المبتدئين في العلوم آنفة الذكر
4- غياب التنظيم التاريخي للنظريات والأفكار والاكتفاء بسردها بشكل كيفي
5- يعاني الكتاب كمادة مطبوعة من سوء الإخراج الفني ويتضح ذلك في سوء جودة الورق والغلاف والطباعة السيئة
6- كان حريٌ بالكاتب أن يستعمل عنواناً غير "نشأة الدين" خصوصاً بأن هذا العنوان يوحي بأن المادة تاريخية، برأي الشخصي كان على الكتاب أن يستعمل عناوين من نوع "المذاهب الفلسفية حول نشأة الدين"
أما الإيجابيات الواردة في هذا الكتاب:
1- حيادية التغطية العلمية والفلسفية للمادة، وهو ما نجده جلياً في نقل الأفكار المختلفة دون السماح لتدخل شخصية الكتاب في نفي الأفكار، ولكم أن تتخيلوا صعوبة الحديث بشكل موضوعي عن مادة كالدين والتدين في الذات البشرية
2- أكاديمية الباحث واستخدامه للغة رصينة ودقيقة، وهو ما يمكن لأي قارئ ملاحظته خلال تنقله في المادة ما يؤكد بأن الباحث ضليع في هذا المجال ومتمرس به
في النهاية استمتعت بالتعرف على هذه النظريات والمباحث التي تناولها الفلاسفة في تفسير الشعور الديني لدى الإنسان بين الشكل الجماعي والفردي، ولكنني وجدت الكثير من الصعوبة في تقفي المعلومات نظراً لغياب الفهارس وقائمة المصادر والمراجع.
Profile Image for أبرار العودات.
11 reviews5 followers
Read
October 18, 2013
ان تشعر بضيق وانت تقرأ كتاب ، هذا ما حدث مع النشأة

مطلع بلا شك على مصادر اصلية ، لكن اللغة العربية والسردية والبحثية رديئة
مطلع جيد على دوركايم وعلم الاجتماع الديني وهوس دوركايم بالموضوعية

الفائدة المجنية قليلة وغير ممتعة البته
طرقة العرض سيئة بالنسبة لي ، تشعر انه يضع الافكار ويلقيها مع اقل جهد من الابداع بالترتيب وباحراز اي ابداع شخصي ..
اذا كانت كتابات النشار على هذه الشاكلة فليكتفي بكتابة المقالات

احبطني ، ان كان لا بد من تقيمه اثنان من خمسة يفي ويزيد عن الغرض
Profile Image for Redouane Arb.
81 reviews8 followers
January 19, 2019
#كتاب_نشأة_الدين

√ قراءة في العنوان

يأتي كتاب نشأة الدين والنظريات التطورية والمؤلهة في حجم متوسط، لا يتجاوز حدود المائتا وثمانية وثلاثون صفحة، بعنوان جذاب يوحي للناظر من أول وهلة، بالفكرة التي سيتطرق لها الكتاب، ألا وهي نشأة الدين..
ويلمع في الذهن تساؤلات عديدة حوله، من قبال.. هل سيخص الكاتب الحديث عن نشأة دين معين، أم سيتجاوزه للتمحيص في نشأة الدين بشكل عام، وماذا يقصد بالنظريات التطورية والمؤلهة؟ هل لها علاقة بالدين ونشأته؟ وما فحوها؟

√ التعريف بالمؤلف

يُعد صاحب الكتاب الدكتور علي سامي النشار (1917‒1980) أحد أهم الباحثين في الفكر الفلسفي المعاصر، والابن البار لمدرسة مصطفى عبد الرازق التي ذهب بمنهجها مذهباً قصياً، من خلال الدفاع عن المنهج الإسلامي الحق الذي ينبغي تلمسه في الأصلين الأصيلين: علم أصول الفقه وعلم الكلام باعتبارهما اللبنة التي قامت على أساسها الفلسفة الإسلامية التي تُعدّ بحق ديوان الأمّة الإسلامية الذي سجل شخصيتهم وملامحهم وحضارتهم[1]. وهو أحد كبار المفكرين الإسلاميين في القرن العشرين، وكان عالما كبيراً شافعي المذهب برع في علم الكلام، والفلسفة، والمنطق، حتى لقّبه البعض بـ«رئيس الأشاعرة في العصر الحديث»، وقد قال في هذا "إنني كمفكر أشعري يرى أن عمله الأساسي في الحياة هو المحافظة على كيان المذهب الأشعري مذهب الجمهور العظيم من المسلمين، وأُنكر القول بأن المذهب الرشدي أقرب عقلا إلى روح الإسلام من مذهب الأشاعرة. إنني أرى أن الأشعرية هي آخر ما وصل إليه العقل الإسلامي الناطق باسم القرآن والسنة، وأن على المسلمين الأخذ بهذا المذهب كاملاً"[2].
قراءة في مقدمة المؤلف

يفتتح الكاتب مقدمته بشرح الهدف من تأليف الكتاب، فيقول في ذلك، أن الكتاب هو أول محاولة باللغة العربية لبسط النظريات في نشأة الدين وعرضها للقارئ عرضا منسقا مترابطا، مستعينا في أكثر أجزاء الكتاب على مستخرجات الكتب الأوروبية المختلفة في الموضوع والذي تناولها أحيانا ببعض التعديل والربط حتى يأتي الكتاب في وحدة متناسقة.

√ الإشكال

يطرح الكاتب سؤال جوهريا في افتتاحيته عن ماهية الدين وكيفية نشأته في الأغوار السحيقة من تاريخ البشر ويسئل عن خلفية صورة المقدس الغيبي في طفولة الفكر الإنساني، وعن متى عانى الإنسان القديم هذه التجربة الروحية العجيبة التي ملكته البهر وملأته بالإخباب..

√ تعريف الدين

ميز الباحثون في الاجتماع الديني بين مناهج ثلاثة في الإجابة عن كيف نعرف الدين:

- منهج نفسي استبطاني
- منهج حدسي
- منهج موضوعي

فالمنهج النفسي الاستبطاني، ذهب رواده في تعريف الدين إلى خانات التعاريف الفردية، دون تبين عمومية الظاهرة الدينية، فالدين حسب سبنسر هو الاحساس الذي نشعر به حينما نغوص في سحر الأسرار،وبالنسبة لماكس مولر فيحصره في إحساسنا باللامنتاهي، أما شليرماخر فيقول عنه أنه خضوع الإنسان لموجود أسمى منه، واخيرا يرى فيرباخ أن الدين هو الغريزة التي تدفعنا نحو التدين وكل هذه التعاريف لا تنحو نحو إعطائنا تعريف واضح عام للدين..

أما التعريف حسب المنهج الحدسي، فأوضح تعريف للدين نجده عند هنري برجسون حيث يميز بين نوعين من الدين - الدين الديناميكي والدين الاستاتيكي- والديناميكي من خلق إنسان من صفوة البشر سما إلى فكرة مثالية، وحاول أن ينبثق من أعماقه دين أو فكرة تفيض على الإنسانية كلها كأمثال المسيح وبعض الحكماء وعظماء الصوفية.
أما الدين الأستاتيكي فيحدد بأنه ذهاب الجماعة لإقامة نوع من الدين على أساس مغلق يسيطر بعقائده وطقوسه على الأفراد ويشل تحركهم خارجه.
وبالنسبة للتعريف الدين حسب المنهج الموضوعي يعتمد فيه مقارنة الأديان جميعها قديمها وحديثها، البدائي منها وغير البدائي، كي نعين عناصرها العامة، بهذا المنهج نصل إلى تعريفات، كتعريفات فريزر الذي يبدأ دراسة الدين (بظهور فكرة الألهة) والقرائن الطبيعية في شكل آدميين، وتعريفات تيلور في أن الدين هو " الاعتقاد في موجودات روحانية" ويجمع في تعريفه كل ماله عنصر إلهي في الموجودات كنفوس الموتى، والقرائن، والشياطين..
بطرحنا تساؤل هل حقا لا يبدأ دين إلا إذا ظهرت فكرة الإله؟

يذهب دوركايم إلا أن الدين ممكن البدء و النشوه دون الاستناد على فكره وجود اله مدير له ومن اهم الامثله على ذلك البوذيه يعتبرها لنروف اخلاق بغير دين ومذهب الحادي بدون وجود حتى فكره الطبيعه انها لا تعترف بدين يتعلق بإله وقد سماها أولدنبر دين بغير إله.
ويعرف دوركايم الدين بمجموعة متماسكة من العقائد والعبادات المتصلة بالأشياء المقدسة، بحيث تؤلف هذه المجموعة في وحدة دينية متصلة بكل من يؤمنون بها.

• النظريات المختلفة في نشأة الدين

يطرح الكتاب فكرتان رئيستان على النظريات الدينية، فكرة التطور، وفكرة التوحيد أو الوحي الأول، وبين هاتين الفكرتين تنازع مطلق في السيطرة على النظريات وإمدادها بالأساس الذي تستند عليه، وقد انقسم العلماء قسمين بين الفكرة التطورية وفردية الدين وفكرة التوحيد وجمعية الدين، ودافع كل قسم من موقعه على أصالة رأيه، ومن داخل كل قسم دافع كل صاحب نظرية عن نظريته وأورد لها الحجج.

فكرة التطور أو النظرية التطورية التي تضم تحتها المذهب الحيوي، والطبيعي والتوتمي.. تذهب إلى أن فكرة الله وجدت في المجتمعات الأولى بشكل عقائد انبتقث إما عن أفراد أو عن جماعات.
وفكرة التوحيد أو النظرية الفطرية التي تذهب إلا أن فكرة الله والدين على العموم هي فكرة فطرية وجدت في عقل الإنسان أوجدها فينا موجود اعلى..

¶ النظريات التطورية

-المذهب الحيوي:
اعتبر الحيويون أن الإنسانية في عهود همجيتها لم تستطع الوصول إلى فكرة وجود موجود كامل يسيطر على الكون وإنما الفكرة الروحية الدينية السامية إنبتقت عن التأمل في عالم الأحلام وتأمل الموت.
وقد نادى سبنسر وتيلور، أن الإنسان البدائي عندما كان يرى الأحلام فيرى أشخاصًا كانوا قد ماتوا، اعتقد ببقاء أرواح الموتى وأن لها القدرة على الإيذاء أو النفع، وكان يعلل كل ما يصيبه من أمراض بغضب هذه الأرواح عليه وخاصة أنها تمثل أرواح أسلافه، فأخذ يتقرب لها بالعبادة خوفًا من شرها وتقديسًا لآبائه وأجداده
ورد دور كايم على هذا المذهب بأن اعتقاد الإنسان الأولي ببقاء الأرواح لا يكفي لنشوء عقيدة دينية؛ لأن عبادة الأسلاف وجدت عند الأمم المتحضرة كما وجدت عند الأمم البدائية، بجانب عبادة أشياء أخرى، بل بعض الأمم لم تعبد الأسلاف، فلم يكف هذا لتفسير نشأة العقيدة 3.
وقد ذهب علماء مثل بروس وماريت وكينغ للقول بوجود ما قبل الحيوي وان الحالة الدينية الحيوية مسبوقة بأفكار، كفكرة المانا..الموجودة بأسماء متعددة عند الشعوب البدائية والمانا هي قوة كلية غير مشخصة تؤثر في كل الأشياء إما للخير وإما للشر ويحصل الإنسان على أكبر الميزات إذا ما تملكها وسيطر عليها، وهي فكرة الديانة الأولى الإنسانية.

-المذهب الطبيعي:
يرى رواد هذا المذهب أن أكثر الأشياء استلفاتل الإنسان البدائي وتاثيرا في حسه وخياله القوى الكونية الطبيعية ولذلك كان يعبدها.
يقول ماكس مولر "منذ أول نظرة يلقيها الناس على الطبيعة، لا شيء كان يبدو اقل طبيعة من الطبيعة ذاتها، فكانت الطبيعة عندهم الدهشة العظمى، والفزع الأكبر كانت عجيبة من العجائب ومعجزة من المعجزات الدائمة، فلم يكتشف البدائي إلا متأخرا ثباتها، وعدم تغيرها ودورتها المنتظمة".
وقد استندوا على معالجتهم للنصوص الفيدا، ودراستهم أسماء الآلهة الممكن التوصل إلى أصلها الأصلي الذي هو لا شيء غير ظاهرة طبيعية رئيسية، وعلى اللغات الاولى التي تركت أصولها رواسب في اللغات الحديثة يستدلون بها ويأكدون أن أول عبادة اتجهت إلى عبادة الطبيعة في قواها وعناصرها المختلفة وكانت أولى الأشياء المؤلهة، هكذا بدأت الإنسانية دينها.

انتقد دوركايم المذهب الطبيعي مأكدا على أن البدائي سيدرك الخطأ والعبث في التوجه نحو عبادة الطبيعة ما أن يدرك أنه غير قادر على التحكم في ظوهرها، وحاول التفرقة بين انفعالات الدهشة والعجب وبين الشعور الديني والتميز بينها، وأوضح انتربولوجيا أن عبادة الطبيعة لم تكن إلا في وقت متأخرا.

-المذهب التوتمي:
قال بالتوتم دوركايم، وهو أساس مذهبه، فالطوطمية ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي يسمى التوتم، والتوتمي يمكن أن يكون طائرا أو حيوانا أو نباتا أو ظاهرة طبيعية أو مظهرا طبيعيا تعتقد الجماعة انها على ارتباط روحي به، كان التوتم يرسم وينقش على كل شيء وكانوا يحملونه معهم إلى القتال، ويدافعون عنه أعظم دفاع، لم يقتصر رسمه على الأشياء الخارجية بل رسموه على أجسادهم وعلى أجساد موتهم، ودخل كعنصر أساس في طقوس الموت..والرموز التوتمية متعددة أبرزها :

✓ الشورنجا: هو توتم يتكون من الخشب أو الحجر كان يرسم عليه أو ينقش، وهي تتخد أشكال عديدة أكثرها انتشارا كانت بيضاوية او مستطيلة الشكل، وتعتبر الشرونجا مقدسة سواء استعملت كإسم أة صفة، ولها قدسيتها التي منحها لها البدائيون.
✓ النورتونجا: عصا أو مجموعة من العصي تخاط عليها أعشاب نباتية، ويوضع على الأعشاب ضفائر من الشعر وريش الحيوان.
✓ الواننيجا: عصا طويلة تخترقها عصا، وعصاتان على شكل أفقي تتصل برأس عصا أخرى بشعر إنساني.

هذه الرموز الطوطمية وإن كانت صورة الموجود التوتمي فهي أقدس بكثير منه نفسه وتحتل المكان الأول في ثنايا طقوس العبادة بينما لا يظهر الموجود الطوطمي حيوانا كان أو نباتا إلا نادرا.
وكما يوجد توتم جماعي وراثي يكتسبه الفرد من الولادة هناك توتم فردي وتوتم جنسي، الفردي يختاره الفرد لنفسه مع التوتم الجمعي، بالاعتزال والخضوع العدة ممارسات وتمارين قاسية مخالفة للطبيعة، صيام رقص صباح في مدة تتراوح بين أيام وسنوات يختار فيها حيوانا أو شجرة أو حجرا، يستمد منه العون ويجعله حاميه أو صديقه او جزءا منه..والجنسي هو أيضا على شاكلة الفردي لكنه مرتبط بالجنس أكثر، فيرى بنوع من أنواع الاجلال والتقديس والاخلال به وتحقيره من الجنس الأخر يؤدي إلى نزاع كبير بين النساء والرجال.

التوتمية عند دوركايم مذهب في الوجود يفسر الكون ويشرح عناصره المختلفة ويحاول أن يضع في وحدة متسقة جميع المتباينات التي فيه..هي أقدم الأديان على الإطلاق والتوتم هو القائم على وحدة العشيرة وأنها لا يمكن أن توجد بدونه فهو الجامع والواصل بينهم ومؤسس وحدتهم لاشتراكهم في اسم او رمز وفي عبادات توتمية واحدة.

وقد رد كل من "لانج وتيلور وفوكارت وفريزر وشمت" على هذا المذهب بأن هذا التوتم لا يصلح كمبدأ للعقيدة، لأنه من خلال الأبحاث الكثيرة تبين أن هناك أممًا بدائية كانت تعبد مع التوتم آلهة أخرى، وربما لم تعبد التوتم إطلاقًا وإن كان رمزًا لها 4.

√ النظرية المؤلهة

كان هذا ملخص النظرية التطورية في المذاهب الثلاث التي تنتدرج تحتها وتفسر نشأة العقيدة الدينية، بنوع من الاعتقاد الصادق في صحة ما توصلت إليه من خلال دراسة القبائل البدائية ومقارنة الدلائل الأنثربولوجية والإثنولوجية والأركيولوجية التي توفرت بين يديهم، تأتي النظرية المؤلهة على خلاف النظرية التطورية لتدافع عن نفسه، وتنبري الأقلام للنقد التطوريين بنفس المنطلق والمنهج العلمي المعتمد..فيوجه شمت نقده الخادم المذهب دوركايم ويختلف لونج مع المدرسة الحيوية ويقول اوستريش بفكرة الله في البحث السيكولوجي، ويأكد الأمر بروس في مجال علم الأجناس وتاريخ الأديان، كما يهاجم الأستاذ جون سونطن نظرية التطور وينقد سبسر وتيلور وفريزر ويبين ما في نظريتهم من مجانية لروح البحث التجريبي في عقائد البدائيين.

يقول لانج أن كل إنسان يحمل في نفسه "فكرة العلية" وأن هذه الفكرة كافية لتكوين عقيدة وان تمت آلهة صانعة وخالقة للكون، وأن العنصر كان موجود في حالة من الطهارة والنقاء الكامليين عند البدائيين ثم تلا هذا ضهور العنصر الأسطوري فأخفى وراءه هذا العنصر الجميل، ويقول أن التحلل من فكرة الخالق جاء ابتداءا من رؤية البدائي في أن فكرة الله الخلق لا تمده بالعون في حروبه وتهبه القوة للمواجهة الأمراض السحرية الطارئة فكان كثيرا من الأحيان يندفع إلى إلتماس تحقيق مطالبه من موجودات خفية ذات صيغة طلسمية، - الأشباح والقرائن والنفوس- فأهمل بهذا فكرته الصافية عن خالقه.
وقال شمت إلى أننا إذا صعدنا إلى الحضارات البدائية الأولى فإنه يظهر لنا بوضوح إله عظيم خالق أسمى، مصدر الأخلاقية.

أما بروكلين فأخد يجمع تصورات العرب الجاهليين عن فكرة الله اعتبروه أنه قبل كل شيء "خلق العالم والإنسان" ولهذا السبب فهو "مالك العالم كله" و "المتصرف فيه" ووهب كل حياة، بيده المصائر والثواب والعقاب، هو إله كامل خالد أزلي قديم لا يتغير وهو رحيم "رحمان" ويذهب بروكلين إلى أن تعبير "الرحمان" عرف في الجاهلية ولهذا ينبغي أن تتق الناس في رحمته وأن يحمدوه على نعمته، وأثبت بروكلمان أن تعبير "الحمد لله" عرف أيضاً في عصور ما قبل الإسلام أي في العصر الجاهلي.

ومنه فإن فكرة الإله للمؤيدي النظرية المؤلهة والفطرية فكرة لها من الأصالة ما تقف به ندا للند أمام النظرية المؤلهة، وأن الإله الأسمى عند البدائيين له أهمية كبرى، وأن نشأة أول دين قائمة عليها أو أن الفكرة مقدمة على وجود الإنسان.
----------------
مصطلحات

الأنثروبولوجيا: هو مُصطلح مُشتق من كلمتين يونانيتين هما: أنثروبوس وتعني الإنسان، ولوغوس، وتعني الدراسة، وبذلك يكون معنى الأنثروبولوجيا هو دراسة الإنسان، أو علم الإنسان، ويدرس هذا العلم البشر بماضيهم وحاضرهم ليفهم الكيانات الهائلة والمعقدة من الثقافات عبر التاريخ، وتُبنى الأنثروبولوجيا، وتتحرك على القواعد المعرفية التي تقوم عليها العلوم البيولوجية والاجتماعية.

الإثنولوجيا: علم الأجناس البشريّة وخصائصها وأخلاقها وتفرّقها.
الأركيولوجيا: أو علم الآثار يعنى بالكشف عن مخلفات الماضي التي تعكس تطور الحياة البشرية وهو دراسة ع��مية لمخلّفات الحضارة الإنسانية الماضية وحياة الشعوب القديمة.

______________
مراجع الكتاب:
Schmidt: thé origine & the growth of religion
Baside: Élémentes de sociologie religieuse
Baside : Principes de sociologie
Durkheim : les formes élémentaire de la vie religieus
Lalande: dictionnaire philosophique

مراجع مساهمة:

[1] محمد أيتحمو، تصور مدرسة مصطفى عبد الرازق للفلسفة الإسلامية (مقال)،
[2] https://ar.wikipedia.org/wiki/
[3] الدين لمحمد دراز ص 139-140
[4] الدين لدارز ص81- ص83

#ر_أ
Profile Image for عدنان عوض.
163 reviews90 followers
April 1, 2016
نجمتان ونصف 2.5

أهمية الكتاب هو في نُدرة موضوعه وقت صدوره، وفي ريادة كاتبه باختيار موضوع كهذا...

النظرية المؤلهة لم تلقى المساحة والعرض والتنسيق الذي لقيته النظرية التطورية.
كما أن المذهب الحيوي والمذهب الطبيعي لم يلقيا المساحة التي لقيها المذهب التوتمي... فقد أخذ الأخير حيِّز كبير جداً من الكتاب لدرجة تظن فيها لوهلة أن الكتاب هو شرح ثم نقد لنظرية دوركاييم عن الدين. عدم الاتساق هذا أراه أخلَّ بقيمة الكتاب وبتناسق أجزآئه وفهم موضوعاته.

كما أن الكاتب لم يسرد لنا رأيه في الموضوع. والخاتمة كانت مفاجئة وغير جامعة...

هو كتاب يصلح كتمهيد وافتتاحية في هذا الموضوع. ولكن لا يكفي وحده...
وهو لغرض معرفة الأرآء في هذا الموضوع وأهم من كتبوا فيهو، فهو جامع لعدد كبير من المراجع والمؤلفين، ربما لو تمت كتابة طبعة جديدة من هذا الكتاب يضيف فيها أحدث ما نُشر في هذا المجال لكان ذو فآئدة أكبر فمن الواضح أن البحث في منشأ الدين مجال غني في العلوم الإنسانية ولم يتوقف البحث والإنتاج فيه.
Profile Image for Mohammed Donia.
6 reviews8 followers
January 2, 2020
كتاب جيد كمقدمة لمعرفة النظريات الاجتماعية في بحث سؤال "كيف نشأ الدين؟" وأسماء متبنيها. دخلت على الكتاب ظانًّا أنه سيتكلم عن نظريات فلسفية كالخلقية والتطورية (Creationism and Evolution) ولكنه تناول علم الاجتماع الديني. وجهة النظر هذه يُبحث عنها من خلال المنهج التاريخي ومناهج علم الأجناس (يطلق عليه أيضًا علم الأعراق أو Ethnology) مع اعتبار كلام الأنثروبولوجيين في أبحاثهم عن القبائل البدائية وخاصة في نظرة هذه القبائل للدين.
ولكن افتقد الكتاب للدقة في تحديد المفاهيم والمصطلحات المستخدمة، كما لم أستطع التأكد -بقراءة الكتاب وحده- من فهم صحيح للنظريات المذكورة ولا الاعتراضات عليها. ولكن أستطيع أن أَخلُصَ من الكتاب بأن هناك مدرستين كبيرتين في بداية الدين عند الجنس البشري، الأولى تدّعي التطور وأنها أفكار اخترعها الإنسان لنفسه واختلفوا بينهم في البداية الحقيقة التي تطورت منها جميع الأديان بعد ذلك، عبادة أرواح الموتى (المذهب الحيوي Animalism) أم عبادة الطبيعة والشمس والكواكب (المذهب الطبيعي Naturism) أم عبادة رموز للحيوانات والنباتات مرسومة على حجر أو خشب وتجتمع العشيرة الواحدة على تقديسه(المذهب التوتمي/الطوطمي Totemism). المدرسة الأخرى تدّعي أن الإنسان بعقله وباحتياجه النفسي والاجتماعي و"الفطرة" يصل إلى وجود إله أسمى يتوجه إليه بالعبادة والرجاء.
الاستدلال على كل مذهب يكون بملاحظة القبائل البدائية الحالية أو ما وصل إلينا من تاريخها لا من خلال فلسفة معينة أو باستبطان دين وإن كنت أرى أن كل فريق ذهب أولًا لفلسفة أو معتقد ثم نظر في الأدلة الاجتماعية المتاحة، ولا ضرر في ذلك، فهذه هي مساحة بحث علم الاجتماع الديني وتتفاوت الأدلة قوةً وضعفًا. ال��ستدلال يكون بملاحظة القبائل الموجودة في جنوب شرق أستراليا، وأقزام أفريقيا وآسيا، وغيرها في أمريكا الشمالية، وقد ذكر العديد من أسماء هذه القبائل وعاداتهم فكان الأمر طريفًا.
Profile Image for عبدُالعزيز.
154 reviews58 followers
March 27, 2020
ذكَرني بأسلوب ديورانت في قصة الحضارة: أسلوب سلس ولغة أدبيّة عالية وهذا ما يجعله يستحق القراءة برغم أنه كتاب قديم ولا شكّ مُتجاوَز
Profile Image for Ibtissam Chengaou.
10 reviews9 followers
October 5, 2020
عنوان الكتاب : نشأة الدين:النظريات التطورية والمؤلهة
الكاتب: علي سامي النشار
عدد الصفحات: 238
___________
🔶التعريف بالكاتب:
علي سامي النشار (1917‒1980) أحد كبار المفكرين الإسلاميين في القرن العشرين، وكان عالما كبيراً شافعي المذهب برع في علم الكلام، والفلسفة، والمنطق، حتى لقّبه البعض بـرئيس الأشاعرة في العصر الحديث.
🔶قراءة في العنوان:
كتاب نشأة الدين: النظريات التطورية والمؤلهة لعلي سامي النشار، كتاب يقول الكثير من خلال عنوانه، وقبل حتى قراءة المقدمة يجعلك تتساءل هل فعلا سيجيب عن كيفية نشأة الدين في الأغوار السحيقة من تاريخ البشر؟ وما فحوى هذه النظريات؟ وقبل كل شيء هل سيقوم أولا بتحديد تعريف للدين؟
___________
🔶قراءة في الفصول:
ممكن اعتبار أن الكتاب يحتوي على مقدمتين صغيرة كبيرة(حسب منظوري) وهذه الآخيرة هي مجموع عدة عناوين تبتدئ بتمهيد للموضوع وتتخللها عدة مواضيع أبرزها تعريف الدين ومشكلة المنهج وكذا تقديم لنظريات نشأة الأديان بصفة عامة.
ثم عنوانين رئيسين:
◾النظريات التطورية(المذهب الحيوي، المذهب الطبيعي، المذهب التوتمي)
◾النظريات المؤلهة
_____________
🔶قراءة في المقدمة(شاملة):
يفتتح الكاتب مقدمته بشرح الهدف من تأليف الكتاب،فيقول في ذلك،أن الكتاب هو أول محاولة باللغة
العربية لبسط النظريات في نشأة الدين وعرضها للقارئ عرضا منسقا مترابطا،كما وقف فيما بعد عند مشكلة المنهج في دراسة الظاهرة الدينية متسائلا: أي المناهج تسيطر على دراسة الإجتماع الديني؟ وأهمية هذا السؤال تظهر جليا في تعريف الدين، وبناءا عليه نتساءل هل يمكن اعتبار الدين مسألة اجتماعية أم إنسانية؟ وما هو المنهح الملائم الذي نلجأ إليه في وضعنا للتعريف هل المنهج الاستبطاني أو الحدسي أو الموضوعي؟
وهنا قدم الكاتب عدة تعاريف للدين تعددت بتعدد المناهج.
_________
🔶قراءة في الكتاب:
إن الحديث عن العقائد البشرية أو الأديان هو في جوهره شأن قديم ومعاصر لاختلاف الناس في مللهم ونحلهم، ورغم اختلاف الأقوال إلا أنه يمكن القول أن كل ما قيل انحصر بين نظريات تطورية وأخرى مؤلهة، فماذا تعني كل نظرية؟
🔸النظريات التطورية:
وتذهب إلى أن فكرة الإله وجدت في المجتمعات الأولى على شكل عقائد انبثقت إما من الأفراد وإما من الجماعة، وتريد هذه الفكرة القول: بأن الدين وجد في صورة جماعية أو فردية، ولكنه في كلتا الحالتين من عمل الانسان،
وتضم هذه النظرية التطورية عدة مذاهب المذهب الحيوي،والطبيعي والتوتمي.
⬅المذهب الحيوي:
يعتبر الحيويون أن الأصل كان عبادة أرواح الموتى، وينسب هذا المذهب إلى تايلور وسبنسر، وذهبوا إلى أن الإنسان البدائي كان يرى في أحلامه أنه يتفاعل مع كائنات حية كما في الواقع بالضبط، مما جعل الإنسان يعظم النفوس البشرية التي يراها في أحلامه من ثم اتجه إلى تقديس أرواح أسلافه وأخذ يتقرب لها بالعبادة، معتقدا أن فيها قو خارقة خيرة أو شريرة.
ورد دوركايم على هذا المذهب بأن عبادة النفوس لم تكن عبادة بدائية بل بعض الأمم لم تعبد أسلافها قط.
⬅المذهب الطبيعي:
يرى رواد هذا المذهب أن العامل الأول في إثارة الفكرة الدينية هو النظر في المشاهد الطبيعية، وأن التأمل في هذا المجال غير المتناهي يجعل الإنسان يشعر بأنه محوط من كل جانب بقوة عظيمة مستقلة عن إرادة البشر، يخضع الجميع لتأثيرها.
وأشهر مقرري هذا المذهب هو العالم الألماني ماكس ميلر وهو لا يبنيها على الاعتبار النفسي وحده بل يستند فيها إلى وثائق لغوية، استمدها من دراسة المقارنة للأساطير والتماثيل القديمة، وعلى الأخص من دراسة الفيدا(كتب الديانة البراهمية)حيث وجد أن أسماء الآلهة فيها هي أسماء للظواهر الطبيعية العظيمة.
وأيضا تم انتقاد هذا المذهب من قبل دوركايم على وجه الخصوص بحيث أكد أن البدائي سيدرك الخطأ والعبث في التوجه نخة عبادة الطبيعة بالإضافة إلى أن انثروبولوجيا أوضحت أن عبادة الطبيعة لم تكن إلا في وقت متأخر.
⬅المذهب التوتمي:
خالف دوركايم جميع المذاهب المتقدمة في دعواها أن للتدين حالة نفسية تنبع من فطرة الفرد كلما فكر في الآفاق أو في نفسه، ويرى أن التدين وليد أسباب اجتماعية، فالتوتم أساس مذهبه، والديانة التوتمية ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس وتعتمد على علاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي يسمى التوتم، وتع��قد الجماعة أو العشيرة أنها على ارتباط روحي به، وكان التوتم يرسم وينقش، لذلك توجد منه آثار في الأساطير الشعبية.
لكن اعتبر كل من لانج وتيلور وفوكارت وفريزر وشمت أن التوتم لا يصلح كمبدأ للعقيدة لأنه من خلال عدة أبحاث تبين أن هناك أمما بدائية كانت تعبد مع التوتم آلهة أخرى.
🔸النظرية المؤلهة:
تشترك المذاهب المتقدمة كلها في أن العقيدة الإلهية وصل إليها الإنسان بنفسه عن طريق عوامل إنسانية، في الطرف المقابل لهذه النظريات كلها تؤكد النظرية المؤلهة أن الأديان لم يسعى إليها الإنسان بل سارت هي إليه، بحيث أن فكرة الدين فينا فكرة فطرية، أوجدها فينا موجد فوق كل الموجودات، وقد استند رواد هذه النظرية على البحث الأنثروبولوجي وتوصلوا إلى أن فكرة الإله و
موجودة عند كافة المجتمعات البدائية، ففكرة الإله الأسمى عند الابدائيين هي الأولى ونشأة أول دين قائمة عليها.
🔶رأيي في الكتاب:
كتاب ممتاز شاامل وحقا أكاديمي وأهم ما يميزه أنه سلس جداا، ومرتب بشكل رهيب، وكأن علي سامي النشار جالس بقربك على طاولة واحدة ويشرح لك نظرية بنظرية ويسألك هل فهمت لتجيب بالإيجاب ثم يكمل😅
وممكن أن أعتبره المفتاح لولوج علم الأديان.




April 8, 2020
تكمن أهمية الكتاب في ندرة الموضوع الذي تناوله فقلة ما نجد من الكتب العربية التي تسلط الضوء على نشأة الدين سواء من الناحية النفسية أو من ناحية علم الاجتماع أو من الناحية التاريخة... و هنا استطاع الكاتب علي سامي النشار أن يوفق بين تلك المستويات فيقدم لنا بذلك عرضا مبسطا عن نشأة الدين من المنظور التطوري و المؤله بحيادية تترك للقارئ مجالا أوسع للبحث...
تتناول مقدمة الكتاب العديد من الاٍشكالات التي وعدنا الكاتب بالاٍجابات عنها في صلب كتابه من دراسة و تمحيص لوثائق تخص
البشرية الأولى تمحو عنا غموض فكرة الدين من زاوية النظرية التطورية و النظرية المؤلهة على حد سواء معتمدا المنهجية
الاستنباطية في ذلك .
وهذا الكتاب كما قال صاحبه الدكتور علي سامي النشار هو محاولة لتأريخ تلك النظريات و عرضها عرضا منسقا مترابطا، و قد
استند في أكثر أجزاءه على مستخرجات من كتب أوروبية مختلفة في الموضوع، و أنه أول محاولة لعرض تلك النظريات باللغة
العربية .
بين لنا الكاتب في تمهيد كتابه اٍلى أهمية اٍخضاع الدين لدراسة وضعية و اجتماعية لأهميته الكبيرة في حياة الأفراد و الجماعات، و
مكانته المهمة في علم الاجتماع و رأى أن فكرة الألوهية و وجود موجود أسمى يختلف عن سائر الموجودات هو ما وقف دون
البحث في حقيقة الدين. و من هنا انقسم المفكرون اٍلى فئتين، فئة هاجمت فكرة الألوهية و فكرة الدين عموما و لم يطمئنوا اٍلى تفسير
الدين عن مصدر اٍلهي. و فئة ثانية حاولت أن تجد في أساس البشرية الأولى اعتقادا كامنا فطريا ينقدح في نفس البدائي عن فكرة
اللاٍ هي السامي.
يتبادر على الذهن سؤال دسم أثناء قراءة الكتاب و التعمق في أسطره، ’’هل الدين فكرة أم فطرة؟ ‘‘، فمنذ طفولة الفكر الاٍنساني و الدين يأخذ الحيز الأكبر منه فيتقابل الدين مع العلم و الفلسفة و الفن و شتى العلوم، وما الكتاب سوى بداية جيدة للتوسع أكثر بغية الاِجابة عن هذا السؤال.
Displaying 1 - 13 of 13 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.