الكتاب: ما وراء الشتاء الكاتب: إيزابيل ألليندي عدد الصفحات: ٣٨٢ هذا الكتاب الذي استمريت في قراءته على مدى أشهر عدة (منذ شهر آذار ٢٠١٩) وقد سافرنا معاً علالكتاب: ما وراء الشتاء الكاتب: إيزابيل ألليندي عدد الصفحات: ٣٨٢ هذا الكتاب الذي استمريت في قراءته على مدى أشهر عدة (منذ شهر آذار ٢٠١٩) وقد سافرنا معاً على مدى طويل إلى مدينة أوميو السويدية , إلى العاصمة السويدية ستوكلهم وأخيراً إلى العاصمة الإسبانية برشلونة, كما أننا أمضينا معاً شهر رمضان المبارك و الامتحانات الشاقة , لقد أخذ هذا الكتاب حيزاً هاماً وعاصر نوعاً من النقلة النوعية في حياتي, لقد كانت القصة في البداية تمشي برتابة تشبه شتاء أوميو القاسي فكانت صفحاته أشبه بانطلاقة بلا وجهة تماماً كما كنت أشعر حينها بالحيز المكاني والزماني اللذان لا أرى لهما مساراً واضحاً, عقب تكشف جريمة القتل و حماسة سحب الشخصيات من حيز الأمان الذي تقطنه أصبحت القصة أكثر تشويقاً , في كثير من الأماكن أخرجت السطور الدموع المدفونة داخلي وعند انخراطي في البكاء لم أكن أستطيع التمييز هل أبكي الشخصيات أم أبكي الواقع , كثير من الأمور كانت قريبة من يوميات المهاجر الذي في داخلنا رغم كون واقعنا الذي عايشته أنا وليس الذي سمعت عنه كان أخف وطأة , لكن الإنسان بطبعه قادر على إلقاء نفسه داخل أي قصة. الكتاب كما سبق و كتبت في الشرح المطول (الذي لن أقوم بنشره هنا) تحدث عن انخراط ثلاثة أشخاص في جريمة لم يرتكبها أي منهم وذلك لاكتشافهم الجثة الموجودة في صندوق سيارة. كل ما أمكننا فعله ضمن الكتاب هو الشعور بالشخصيات حولنا ومحاولتنا اليائسة لتقديم الدعم المعنوي لها, فقد عايشت الشخصيات موت أحبائها, اختفاءهم في الحرب, التعرض للأذى نتيجة أخطاء أفراد من عائلتها , إدمان الشراب وتبعياته الأكثر سوءاً , فقدان الذات ومعاقبتها, الانهيار , المرض , الدعم الأسري, الحب, الخوف من الموت, الإيمان , الشعور بالآخر , المغامرة, الانغلاق على ذاتها وفي كل موقع لم أكن ككقارئ قادرة على فصل الشخصيات عن الواقع ولكنني لم أكن أيضاً جزءاً فاعلاً من القصة. الكتاب بشكل عام لم يكن مجرد كتاب عابر , بل إنني للمرة الأولى أشعر أنني أقرأ بشكل حي لأن الشخصيات أخذت جل وقتها لتكون حاضرة معي في الغرفة, وأنها أصبحت شخصيات حقيقية خارج الكتاب, لم تعد لوثيا شخصية الكتاب الذي قرأته فحسب أو امرأة قوية أثرت فيَّ ككقارئ فحسب إنما أصبحت لوثيا الجرأة التي أحتاجها عند مواجهت أي مرتفع أو منخفض في حياتي و ريتشارد أصبح كل دافع لتخطي مساحة الأمان الخاصة بي , الصوت الذي يخبرني في كل مرة يقترب فيها خوفي من الانتصار أن الحياة لا تبدأ فعلاً إلا عندما نتجاوز مخاوفنا....more