في السادس من فبراير/شباط، ضرب زلزالان هائلان جنوب تركيا وشمال غرب سوريا. وكان الزلزال الأول الذي ضرب بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية الأكثر فتكًا في المنطقة منذ عقود، إذ أفادت السلطات المحلية بمقتل أكثر من 50,000 شخص وجرح 107,000 آخرين، علمًا أن أكثر من 15 مليون شخص في 11 محافظة تضرروا جراء ما حدث. هذا وتعرّضت مئات آلاف المباني لأضرار شديدة أو للدمار.

أعقبت الزلزال في الأسابيع التالية آلاف الهزات الارتدادية التي خلفت مزيدًا من الضحايا والدمار وفاقمت صدمة الناجين. وقد أرسلت أطباء بلا حدود على الفور فرق طوارئ إلى العديد من المناطق المتضررة وأبلغنا السلطات عن جاهزيتنا لتقديم المساعدات.

ومع ذلك، وبما أن أطباء بلا حدود لم تكن مسجلة في البلاد، فلم نحصل على إذن بدعم جهود الاستجابة الحكومية. لذا، دعمنا منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التركية بما فيها Imece Inisiyatifi وYardım Konvoyu وMaya Vakfı وTARDE، بهدف تلبية بعض الاحتياجات الإنسانية الحادة في محافظات أديامان وغازي عنتاب وهاتاي وكهرمان مرعش وكلس وملطية.

وقد اعتمدنا على هذه الشراكات في تنفيذ خدمات المياه والصرف الصحي التي تضمنت تأمين مراحيض وحمامات وتوزيع مواد إغاثية كمستلزمات النظافة والأقمشة المشمعة والألبسة الدافئة والبطانيات والحفاضات وصفائح المياه والحطب، علاوةً على مياه الشرب والغذاء. وأسهمت فرقنا في تشييد الملاجئ التي وفرت مساحة لتأمين الدعم النفسي الاجتماعي للناس وتأمين مرافق النظافة الصحية.
هذا وجاء دعم الصحة النفسية على رأس أولويات عملياتنا، إذ قدمت فرقنا بالتعاون مع منظماتنا الشريكة الدعم النفسي لأسر الضحايا والمسعفين المتطوعين واللاجئين السوريين وفرق البحث والإنقاذ.

وكانت معظم الاحتياجات الحادة قد لُبيت بحلول نهاية مايو/أيار، لذا سلمنا أغلب أنشطتنا بينما واصلنا دعمنا عن بعد للمنظمات المحلية حتى نهاية العام.