Hassan's Reviews > اغتصاب العقل سيكولوجيا التحكم في الفكر وتشويه العقل وغسل الدماغ

"إن الغرض الحقيقي من علم النفس، و خاصة فرع الصحة النفسية فيه، هو تحرير الإنسان من التوترات الداخلية، من خلال مساعدته على فهم مسبباتها. إنه مكرس لتطوير الأفراد الراشدين ليكون باستطاعتهم أن يعيشوا في حرية.. إنه مبني على فرضية أنه عندما يفهم الإنسان نفسه، يمكنه أن يبدأ في أن يكون أستاذ حياته الخاصة، بدلاً من مجرد دمية بأحبال تحركها دوافعه اللاشعورية."

يتحدث ميرلو في كتابه هذا عن الدوافع التي ترمي بالإنسان إلى أن يكون أداة في يد المجتمع أو الطغيان أو الايدلوجيا، و كيف للإنسان أن ينقلب إلى سلاح يستخدمها الطاغية متى و كيف يشاء.

ميرلو يحكي لنا من خلال تجربة عاشها خلال الحرب العالمية الثانية، و كيف أحال الطغيان النازي أتباعه إلى آلات حربية يتم التحكم فيهم من خلال الخطابات و من خلال الأيديولوجيا التي سيطرت على عقولهم.

لا يقتصر الحديث على تجربة ميرلو في الحرب العالمية الثانية، بل يذهب إلى أبعد من هذا، فهو يتكلم لكل العصور و كل الأزمنة التي يتواجد فيها أيديولوجيات تغتصب العقول و تعطّل الفكر الإنساني من أن يتوسع و ينمو بحريته.
"إن حرية الفرد و احترامه قيم متأصلة في العهد القديم، الذي أقنع الإنسان أنه يصنع تاريخه الخاص. مثل هذه الحرية تشير إلى أن الإنسان يتخلص من مسيرته بالقصور الذاتي ولا يتشبّث تعسفياً بالتقاليد، و أنه يكافح من أجل المعرفة و قبول المسؤولية الأخلاقية".