حكايات الشرق دافئة بذاتها فما بالك حين يكتبها العم نجيب، هذه الرواية عبارة عن تحفة أدبية بكل مقاييس الرواية، فيها الحكايات الجانبية والقصة الرئيسة التحكايات الشرق دافئة بذاتها فما بالك حين يكتبها العم نجيب، هذه الرواية عبارة عن تحفة أدبية بكل مقاييس الرواية، فيها الحكايات الجانبية والقصة الرئيسة التي تستند إلى أعرق الكتب القصصية في الشرق، إضافة وهج الحكاية العميق والدافئ والساحر ، هذه الرواية عبارة عن متعة حقيقية تناهز قراءها الوقوع في حب جديد، خاصة لعشاق كتاب ألف ليلة وليلة ❤ رواية تعيد روح القراءة إلى شرايين القارئ العطشان للكتب والحكايات .....more
يسرد هيسه في رواياته القصيرة هذه البذرة الأولى لأعماله المقبلة، حيث يعد هذا العمل من بواكير أعماله وتجد فيها روح العزيز هيسه بنفسه الصوفي الساخر والمتيسرد هيسه في رواياته القصيرة هذه البذرة الأولى لأعماله المقبلة، حيث يعد هذا العمل من بواكير أعماله وتجد فيها روح العزيز هيسه بنفسه الصوفي الساخر والمتشائم والطيب والذي يكافح لكي يعرض التخاطب الداخلي للروح الانسانية بأروع السبل السردية اللطيفة، هيرمان كائن لطيف يكتب ويعالج دون صخب ملمات كبيرة في حياة الإنسان وخاصة عندما يبدأ رحيله إلى أرذل العمر، حيث يتعقب هنا حياة ومصير أربعة كهول تجاوزهم الزمن وحلت بهم مصائب الدهر وتفرق شمل محبيهم بعد أن كانوا يوماً ما في عداد المترفين، فإذا بهم يلاقوا مصيرهم الذي رسمته لهم أيام طوال من الكدح لينتهي الانسان إلى أخوية الشمس العتيقة وهو مكان يمكن وصفه بالبائس والساكن ، يسكنه أربعة من هؤلاء الكهول الذين لا يجدون حرجاً للجدال، يبدون بعد هذا العمر كأطفال دحرجتهم الأماني وتطاول بهم عمران السنين، لم يكونوا ليتكيفوا مع مصيرهم الجديد فالبعض لجأ إلى فراش العزلة والأخرين بدا أبلهاً إلى حد لا يحتمل والآخر تطاول في شقاوته وأراد أن يشغب فقط كي يجد معنى لحياته في مأؤاه الحزين ..
رواية بسيطة وساحرة عن أزمة نهاية العمر حيث الإنسان يكون عارياً من المستقبل والماضي وربما حتى الحاضر، رواية تخاطب المشاعر قبل العقول والرأفة قبل الحكم على الشخصيات، لذيذ القراءة لهيسه، ربما ليس بعمق وتراكب السرد الخلاب لبقية رواياته ولكنه يبقى العزيز هيسه بقلمه الرشيق وخياله الخصب في سكب الحبر ورسم شخصيات وعالم بل وحتى زيارة إنسان على هيئة قبر، قبر متحرك ولكنه ما زال ينطق بالحياة ..
" وعندما يصمتُ متحدث عظيم، فهذا يعني أنه في طريقه إلى المقبرة " ...more
إنه لمثير للإهتمام كيف يعيش الإنسان الحديث هذا الكم الهائل من التناقضات في داخله، إنسان هذا الذي تشرب داء الانفصام، يعيش القداسة والدنس، الحالة الذئبيإنه لمثير للإهتمام كيف يعيش الإنسان الحديث هذا الكم الهائل من التناقضات في داخله، إنسان هذا الذي تشرب داء الانفصام، يعيش القداسة والدنس، الحالة الذئبية والبشرية، انتقال مرعب ما بين القديم و الحديث ..
نحن أبناء هذا الزمن الذين أبتلينا بهذا الداء وتوجعنا ، خاصة لمن عرف فداحة العالم ومخاطره ومدى فحش طبيعته الفجة، نحن الذين ولدنا وترعرعنا في وسط الجنون، في وسط الاحتمالات، مع الفن السائل والاخلاق النسبية والتحولات التي تجعل الحليم حيراناً والحكيم مضطرباً، نحن الذين أخذنا الجزء الذئبي من ماضينا البعيد، إنسان الطبيعة، الذي يحاول بجهد أن يندمج من الإنسان الارستقراطي الحديث بكل ما يحمله من تكلف ، هذا التضاد الذي يحمل ليس فقط الانفصام بل عدم التأقلم حتى العيش ، نتحول شيئاً فشيئاً الى كائنات منعزلة أو في الجانب الآخر الى أناس نتعايش وننسحق تحت وطأة ما دأب الناس عليه ..
هذه الرواية مدهشة بحق ، معقدة، متطرفة في ذكاء كاتبها، فلسفة هيسه التي حاول أن يقبض عليها جميعا وأن يدسها في رواية نفسية وعالم مجنون من التناقضات والأحلام والأفكار والرؤى اللاواقعية، تعيش هنا في عالم الحس وعالم الغرائب، تنتقل مع هيسه من فضاء إلى آخر، تحاور المستذئب وتحزن على البشري الذي يحاول أن يخرج ليكون هو ، ليكون هو ذاته، بينما كل شيء فيه يقوده نحو الخلف، الذئب الذي يحن لبراريه وفرائس وحدته ، رواية تتعاقب فيها الأطوار فتظهر تارة بحس الواقع النفس للإنسان المتأزم في هذا العصر وتارة يقودنا هيسه نحو هاوية الوجود بمخاوفه ورعبه وتخيلاته وقلقه الذي يلخص اللاوعي ، حينما ينهض في الواقع لينطلق نحو أحلام بعيدة لرجل خمسيني يحاول أن لا يهوي نحو القاع، أتعرف معي يا عزيزي القارئ تلك اللحظات الحميمية للإنسان حينما يعيش اللحظة ثم ينتقل فجأة بذاكرته نحو ماضٍ بعيد في حياته لا يعرف كيف انبثق ولا كيف عادت تلك الذاكرة تسبح فجأة وكأنها فرصة لاستعادة الحياة، الهروب من اللحظة الحميمية الفاصلة، يحتاج الإنسان هنا كي يتخلى دائماً عن كل الفرص كي يحلق في ماضيه أو يلتقي بأشباهه وخرافاته بطرق فجة .. نعم هيسه هو مخلوق ساحر يستطيع أن يخرجك من الرواية بتشويش كبير وقدرة على الإبهار وخلط بين الحلم والسوداوية والرومانسية ، التي لم آلفها في قلم هيسا، الكتاب هنا يستودعنا نفسه وأحلامه بل وحتى أشد حالات تفائله ونحن الذين نقرأ كل هذا السواد في الرواية ..
رواية صعبة وغريبة وقد تحتاج إلى أكثر من قراءة، ولكن بالتأكيد لا أحد يعرف ماذا كان يدور في عقل هيسا حين قرر أن يكتب هذه الرواية العجيبة .....more
Loading...
